رواية غزالة الشهاب الفصل السادس عشر 16 بقلم دعاء احمد

رواية غزالة الشهاب الفصل السادس عشر 16 بقلم دعاء احمد 

 
الفصل السادس عشر
في المنصورة بعد عشر أيام
غزال كانت قاعدة لوحدها في الجنينة و هي زهقانة رغم أنها لسه راجعه من شرم الشيخ مع شهاب لكن هو رجع الشغل متنكرش ابدا انها اول مرة تستمتع بالشكل دا 

و بالذات الوقت اللي قضوه في السفاري و كل لحظة بينهم كانت مميزة بشكل جنوني مخليها حاسه ان قلبها هيقف من كتر ما بيدق 
كل كلمة بيقولها و حركة... تقلباته المزاجية.. صرامته، عصبيه و هدوئه كل شي فيه متناقض بشكل يخليه يخطف أنفاسها 

 هند مش موجوده من وقت ما بدأت تشتغل مع معتز في السنتر...

كانت بتتفرج على الصور اللي اخدتها ليهم في شرم الشيخ... ظهرت ابتسامة بسيطة و هي بتكبر صورته
فاقت من شرودها على صوت حد بيتكلم بصوت عالي عند البوابة... 
لكن اول ما وصلت كانت الست مشيت، غزال بصت الغفير باستغراب

-في ايه يا عم جابر؟ و مين الست دي؟

بص لها بارتباك و افتكر تحذير شهاب ليه لو صباح دخلت البيت أو حد سمع عنها رد بارتباك 

-دي ست كانت بتسأل على بيت الحج نعمان اللي في البر التاني و كانت فاكره انه هنا لكن انا كنت بفهمها ان دي مش فيلاته












غزال رفعت عنيها تبص على الست اللي ماشية بعيد باستغراب
-طب هي كانت بتزعق ليه؟

جابر :
-معرفش بقا يا ست غزال بس اهي مشيت لحال سبيلها...

غزال مكنتش عايزاه تمشي فضلت تبص عليها و كأنها منتظره ان الست دي تتلفت ناحيتها لكن بدون فايده في لحظات قليله كانت اختفت من ادامها

غزال :
-هي مرات عمي خرجت ؟

جابر:
-اه ست حليمة خرجت من شوية مع الآنسة نرمين... تومريني باي حاجة؟

غزال :تسلم

غزال دخلت بهدوء و قابلت قاسم علي السلم
قاسم بابتسامة و مرح كعادته:
-صباح الجمال يا غزالة...

غزال بابتسامة :
-صباح الورد يا عم قاسم...

قاسم :مال صوتك يا غزال

غزال اتنهدت بهدوء و قعدت على السلم

-قاسم احنا اخوات صح؟

قاسم استغرب طريقتها و قعد  على السلم

-أكيد اخوات و بعدين أنتي بنتي عمي و مرات أخويا و لو عايزه تتكلمي معايا في حاجة 

غزال :
-شهاب.... اقصد هو ممكن يكون يعرف بنات او حاجة

قاسم :
-مش فاهم يعني ايه

غزال بارتباك:
-حاسه انه مخبي عليا حاجات كتير مش فاهمها..... يعني نكون بنتكلم سوا و فجأة يجيله مكالمة و يقوم يرد 
مكالمة معينة يعني حصل كذا مرة نكون مع بعض لو حد اتصل بيه بيكنسل عادي لكن في مكالمة لما بتجيله بيبعد عني ويرد عليها

قاسم ابتسم بهدوء
-أنتي شاكة انه بيعرف بنات من وراكي و لا اي

غزال هزت كتفها بهدوء
-مش عارفه بس أنا خمنت مثالا أنه يكون يعرف....

قاسم:
_مظنش يا غزال..... بصي هو اه شهاب غامض شوية في حاجات كتير و بالذات لما يقعد مع جدي بحس انهم بيخططوا لحاجة سوا
لكن شهاب مش من النوعية دي و مش بيفرق معه انه يكون مع بنات كتير و تعاملته معاهم بسيطة جدا
لما كان بيسافر مصر علشان الشغل كان ممكن يبقى مضطر
لكن مظنش...

غزال :
-طب اسيبك أنا بقا.... صحيح هو طه بقا كويس دلوقتي

قاسم :
-لسه يا غزال العلاج من الاد"مان بياخد وقت بس ان شاء الله عن قريب ياله انا لازم اخرج عايزه حاجة اجيبهالك معايا...

غزال:تسلم يا قاسم...

في محطة القطار
صباح كانت قاعدة في الانتظار و هي حاسة بالحزن لأول مرة... متعرفش هي ليه راحت اصلا لبيت الحسيني
 رغم ان رأفت قالها متعمليش اي حاجة من غير ما ترجع له
جايز لما راحت كان عندها أمل تشوف غزال بعد ما كبرت...
كل ما تقرب من بيت الحسيني احس انها بتتخنق و هي بتفتكر اد ايه كانت أم بش"عة تخليت عن بنتها و هي مكملتش سنة و نص













لسه فاكرة صوتها و هي بتعيط كانت صغيرة، جميلة لكن صباح مكنتش تستحق انها تكون أم....

صباح لنفسها :
-بتعذبي نفسك ليه يا صباح ما كنتي نسيتي و عديتي و تجاهلتي وجودها من حياتك راجعه تاني ليه.... ياريتك ما رجعتي
رجعتي تتفقي مع اللي كانت سبب في كر"هك للعيلة دي
رجعتي علشان تحطي ايدك في ايد حليمة على بنتك اللي من د"مك

"ضحكت بسخرية"
-بنتك! من أمتي و انتي كنتي أم يا صباح
دا أنتي من بجاحتك لما كنتي عيلة صغيرة روحتي تقولي لجدها انك هتاخديها و تبعدي علشان بس الحج محمود يديكي فلوس و تسيبي ليهم غزال.... طب ليه بقا جايه دلوقتي و عايزاه تشوفيها
حنيتي و لا ضميرك مآنبك و بيوجعك علشان كنتي بالندالة دي.. 

شافت القطار وقف قامت كانت مستنية لحد ما ظهر شاب في بداية الأربعين و معه واحدة باين عليها في آخر العشرينات

رجب ابتسم بخبث و هو بيقرب منها مع فردوس اختها 

فرودس حضنت صباح و سلمت عليها
- رجعتي تاني المنصورة ليه يا صباح 

رجب :زوج فردوس.... في بداية الأربعين... شعر اسود خفيف... يرتدي ألوان غير متناسقة... بطن كبيرة... طماع و جشع... بلطجي

رجب بابتسامة ماكرة و هو بيحرك ايده على رأسه :
-منورة يا صبوحة... 

صباح بصتله بضيق و رجعت بصت لفردوس
-ياله يا فردوس خليني اخذكم البيت 

رجب:
-اي المعاملة الناشفة دي يا صباح... 

صباح بضيق :
-بقولك ايه يا كرم انا مش ناقصه و بعدين انتي ايه اللي خلاك تجبيه معاكي يا فردوس مش قلتلك تيجي لوحدك

رجب بحدة و هو يمسك دراعها بعنف لدرجة انها كتمت تاوهها:
-مالك يا صباح شكلها هبت منك... اقفى معوج و اتكلمي عدل دا انا المعلم رجب يعني مفيش حرمة تعلي صوتها عليا و بعدين انتي فكرك اختك تقدر تتحرك خطوة واحدة من غيري و لا ايه دا انا اد"بحها فيها.. 

صباح بوجع:سيب دراعي يا رجب بدل و الله هصوت و ألم عليك امه لا اله الا الله 

رجب ابتسم بمراوغة و ساب دراعها
-و ماله يا سنيورة.... اختك قالتلي ان مجيتك هنا فيها سبوبه حلوة و انا بقا بعشق اللقمة الطرية مدام من ناحيتك... 

صباح بصت لفردوس بغضب لأنها عارفة انه شراني و لو اتفق مع رأفت و حليمة هياذوا غزال اوي مدام من وراها مصلحة... 

فردوس بتوتر:
-انا بقول خلينا نمشي من هنا مش هنقف نتكلم في المحطة قصاد اللي رايح و اللي جاي

رجب:انا بقولك كدا برضو.... 

صباح :اتفضلوا خلونا نكسح من الخرابة دي 

بعد مدة في بيت صباح 
رجب كان في اوضة بياخد دش و صباح قاعدة مع فردوس 

صباح بغضب :
-الزفت دا ايه اللي جابه معاكي مش قلتلك تيجي لوحدك 

فردوس؛ و الله ما اقصد يا صباح و الله العظيم ما كان قصدي هو سمعني و انا بكلمك و كان هتقلب ليلة سوداء على دماغي لو مقلتلوش و انتي عارفة ميعرفش الرحمة 

صباح :ما هو دا اللي مخوفني انتي هتاخديه و تمشوا من هنا قبل ما رأفت يحس الاتنين دول لو قعدوا سوا هيعملوا مصيبة

فردوس:شفتيها يا صباح

صباح سكتت للحظات 
-معرفتش اشوفها.... 














فردوس :طب احكي لي بقا كل حاجة من اول ما جيتي علشان مفهمتش منك حاجة في الموبيل 

صباح بدأت تحكيلها عن اللي حصل من اول ما نزلت المنصورة و مقابلتها مع حليمة 

فردوس شهقت بصدمة و هي بتضرب على صدرها
-يلهوي يا صباح.... حليمة تاني ما كنا خلصنا منها... ما تسيبك من رأفت بقا يا صباح و ابعدي بكفاياكي 

صباح :
-أنا بحبه يا فردوس... لما وعيت على الدنيا معرفتش احب سعد و رأفت كان أول واحد احبه في حياتي 
عارفه انه بتاع نسوان و حلنجي بس انا بحبه رغم جوازنا في السر و رغم طريقته معايا بحبه اوي يا فردوس

فردوس :دا انتي كدا تبقى مجنونة يا صباح 
و الله العظيم تبقى مجنونة لو وافقت تاذي بنتك علشان ترضى سي زفت 

صباح :أنا عارفة ان دا كله غلط بس انا مش عايزاه اخسره و عندي حل 
انا ممكن اعمل اللي هو عايزاه بس في نفس الوقت اخرب له خطته و أبلغ شهاب باللي بيحصل و شهاب هيقدر يحميها و في نفس الوقت ماذيش غزال

فردوس بحزن:
-شيلتك تقيلة يا صباح تقيلة اوي 
ظلمتي نفسك يوم ما حبيتي رأفت المنشاوي 
كأنه ابتلاء ياريتك عرفتي تقلبي سعد في قرشين و تهربي منه لا دا انتي قعدتي و خلفتي و جبتي بنت للدنيا دي علشان تعيش يتيمة و امها عايشة و سايبها تتمرمط على ايد الست اللي كانت مخليه حياتك جحيم 
فوقي يا صباح ابوس ايدك و كفاياكي 

صباح فضلت قاعدة في الاوضة ساكتة 
فردوس خرجت على صوت رجب و هو بيزعق علشان عايز الغداء 

         _______________________

في وقت متأخر من الليل 
شهاب وصل البيت بارهاق كان البيت كله ضلمة و الكل نايمين 
طلع اوضته دخل وقفل الباب وراه لكن استغرب و هو شايف تورته محطوطة على التربيزة 
بص لغزال اللي كانت نايمه بأريحية، بصلها بدهشة و صدمة و هو شايفها نايمة و لابسه فستان اسود قصير بدراع مكشوف و شعرها مفرود حواليها باين انها فضلت مستنيه لوقت طويل بملل لحد ما نامت

استغرب لان النهاردة مش عيد ميلاده و لا هو مناسبة مهمة 
ابتسم و قرب منها بهدوء، قعد جانبها على طرف السرير 
-غزال.... غزالة... 














غزال فتحت عنيها بنوم بدأت تفوق بصتله بحزن و اتعدلت 
-ايوة في حاجة؟ 

شهاب :لا ابدا بس كنت هسالك التورته دي بتاع ايه... 

غزال بحزن
:و لا حاجة أنا بس طلبتها من برا و لما جيت مكنش ليا نفس اخد منها لكن شكلي نمت و نسيتها... هقوم اغير و انزلها 

شهاب؛ لا خليكي بلاش انزلي دلوقتي 

قام اخد هدوم و راح ناحية الحمام 
غزال لنفسها:
-كان نفسي اقضي عيد ميلادي بشكل مميز و لو مرة واحدة بس في حياتي... مرة واحدة!
بس هو حتى مفتكرش 
متزعليش هو يعني مشغول و بعدين ما أنتي طول عمرك بتقضي اليوم دا مع هند فعادي بقا

غمضت عنيها و شدت الغطا عليها 

بعد دقايق
شهاب خرج من الحمام لقاها نايمة قعدت على السرير و حط موبايله على الشاحن لانه كان فاصل 
لحظات و جاله اشعارات كتير عن رسائل واتساب من هند و  تلات مكالمات فائتة منها. 

استغرب و فتح الرسايل.... 

"شهاب ممكن متتاخرش النهاردة لو سمحت" 

"غزال النهاردة عيد ميلادها و انا للاسف في السنتر طول اليوم بلاش تخليها تقضي اليوم لوحدها" 

"شهاب انا رنيت عليك كذا مرة اتمنى تشوف الرسايل.... انا عارفة انها حاجة تافهة بس صدقني هتفرق معها لو حتى تقولها كل سنة وانتي طيبة.. عارفة ان مالكش في الحاجات دي بس معليش تعالي على نفسك "

شهاب قفل الموبيل و بص لغزال اللي نامت  و بعدها بص للكيك اللي على التربيزة... 

اخد نفس عميق و حس أنها كانت زعلانة 
قعد جانبها و هو بيبصلها و بيفكر في طريقة يصلح بيه اللي حصل... 


الفصل السادس عشر.... دعاء احمد 
#غزالة_الشهاب


                    الفصل السابع عشر من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا ع التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×